«جورج لوبر» معروف دولياً باعتباره الخبير الأميركي المتخصص في الوبائيات. وحتى العام الماضي كان يشغل منصب رئيس برنامج المناخ والصحة التابع لوكالة مكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).
وقد ركز لوبر، الذي عمل باحثاً في الوكالة لمدة 17 عاماً، على الكيفية التي سيؤثر بها كوكب أكثر حرارة على صحة الإنسان –بما في ذلك احتمال حدوث موجات حر طويلة يمكن أن تقتل عشرات الآلاف واحتمال انتشار أمراض ينقلها البعوض مع ارتفاع حرارة المياه، حيث تتكاثر الحشرات. ومن بين علماء المناخ، كان لوبر مثل نجوم موسيقى الروك، حيث ظهر في مسلسل «سنوات من العيش في خطر» مع «مات دامون»، وكثيراً ما تسعى وسائل الإعلام لإجراء مقابلات معه.
هذه الأيام، يعيش يمر لوبر بحالة توقف على المستوى المهني. فهو يزعم أن الحراس منعوه من دخول مركز مكافحة الأمراض في أتلانتا، حيث اعتاد أن يعمل، لأن صورته مدرجة على قائمة الممنوعين من الدخول، لذا فهو يقوم بعمل مشاريع من منزله، تركز على مواضيع لا علاقة لها باهتماماته أو خبرته.
المعروف هو أن وضع لوبر بدأ يتغير بعد فترة وجيزة من الانتخابات الرئاسية لعام 2016، والتي أتت بدونالد ترامب، وهو أحد المتشككين في علم المناخ، على البيت الأبيض.
ومع فوز ترامب، وجد مركز السيطرة على الأمراض نفسه في وضع حرج مع لوبر، حيث كان يعمل منذ شهور للإعداد لقمة ترعاها الوكالة لمدة ثلاثة أيام حول تداعيات تغير المناخ على الصحة العامة. وكان من المقرر أن تُعقد بعد أسابيع من تنصيب الرئيس، وكان المتحدث الرئيس هو نائب الرئيس السابق «آل جور»، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام لدفاعه عن هذه القضية.
وبعد أن ألغى رؤساء لوبر هذه القمة، تبرع آل جور بمبلغ 100,000 دولار من مؤسسة أسرته لتمويل عقد حدث أصغر حجماً من القمة في فبراير 2017. وعرض الرئيس السابق جيمي كارتر عقد الحدث في مركز غير هادف للربح يديره مع مكتبته الرئاسية، قائلاً «يجب أن يكون المركز حذراً بعض الشيء من الناحية السياسية».
في غضون لحظات من تولي ترامب الرئاسة، اختفت الإشارات إلى مواجهة «التغير المناخي» من موقع البيت الأبيض على الإنترنت. وقال لوبر إن أحد رؤسائه طلب منه الامتناع عن استخدام هذه العبارة. ولم يمر وقت طويل حتى تلقى لوبر إشعاراً بإنهاء خدمته بناء على اتهامات ملفقة ضده، من بينها تأليف كتاب دون تصريح.
ومع ذلك، لم يتمكن لوبر من منع المركز من نقل برنامجه إلى قسم أكبر من الوكالة متخصص في دراسة الربو. واحتج باعتبار أن هذا يتعارض مع رغبات الكونجرس، الذي خصص أموالا لدراسة المناخ.
*كاتبة أميركية
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»